المسئولية

المسئولية

مفهوم تتداوله العديد من الثقافات من خلا ل وجهات نظر مختلفة تحكمها أسس ومنطلقات عقدية متباينة ؛ وفي ثقافتنا الإسلامية لا تعتبر المسئولية مجرد لعب أدوار في الحياة بدون محاسبة بل هي عبادة تعبدنا بها الخالق جلت قدرته ؛ وجعلنا بموجبها تحت رقابته لمساءلتنا في الآجل عن العاجل؛ وفي الأثر يصادفنا قول الرسول الأعظم : ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) فهذا مفهوم المسئولية عندنا وهي ليست تشريفا يحظى به الخاصة كما يظن البعض بل هي تكليف يعني تحمل الخاصة من الأعباء والتبعات ما لا يستطيع تحمله العامة. ولفظة مسئولية مشتقة من السؤال ؛ والسؤال يعني وجود السائل وهذا الأخير لا يسأل لرفع جهل وإنما يسأل لإقامة حجة وبينة لأنه يملك سلطة الحساب والعقاب. والمسئول إن كان في هذه الدنيا يتبوأ أعلى المراتب فهو في الآخرة يجتاز أصعب الامتحانات بقدر ما قلد من أمانة يسأل عنها ليحاسب أعسر حساب. ولما كانت المسئولية تعني تقلد الأمانة بقدر ما تتطلبه هذه الأمانة من كفاية؛ فان أصحابها عندما تعظم يصيرون من النخبة وخاصة الخاصة من حيث السلوك والخلق. ولقد تشدد السلف الصالح في خلق وسلوك المسئول من أعلى درجة إلى أدناها فسطروا له الحدود وأولها عدم تمكين الراغب في المسئولية منها لأنه لا يطلبها إلا راغب في مرضاة الله أو صاحب حاجة ومصلحة؛ وعليه يكون أول خلق المسئول الزهد في المسئولية ؛ وما سأل أحد المسئولية إلا فرط فيها ؛ ولا ألزم بها أحد إلا أعانه الله تعالى عليها. والمسئول بالضرورة متدين بما للكلمة من دلالة فلا تجد في دينه رقة؛ فمن ضيع الدين كان لغيره أشد تضييعا. ودين المسئول حسن الخلق ؛ فهو متواضع لله وبذلك يكون متواضعا لخلق الله ؛ فإذا ما ترفع المسئول عمن يتحمل مسئوليتهم ركبه غرور الاستعلاء والفوقية وكاد يؤله نفسه ويعطيها من الامتيازات ما لا يحق له. ومما سطر السلف الصالح من خطوط حمراء للمسئول تجنب الشبهات في كل الأحوال ؛ لأن مجرد اقتراب المسئول من شبهة يعتبر جناية وتهمة نظرا لحجم مسئوليته وخطورتها ؛ ولهذا نادى النبي صلى الله عليه وسلم على صاحبيه أبي بكر وعمر في عتمة وهو مع إحدى زوجاته أمهات المؤمنين ليتعرفا عليها دفعا للشبهة وهو المعصوم المنزه عن التهم . والشبه كثيرة متعددة منها ما هو مادي؛ ومنها ما هو معنوي؛ فإذا جاز الربط بين شبهة ومسئول كان ذلك إدانة وتهمة. والمسئول لا يتقرب من أصحاب مال ولا من أصحاب جاه حتى لا يظن به الطمع فيما عندهم. ويتحدث السلف عما سموه خوارم المروءة وهي سلوكات مستقبحة عند العامة بله الخاصة ؛ فمجرد الأكل والشرب في الأسواق والطرقات والأماكن العامة التي لا يجوز فيها أكل ولا شرب يعد منقصة ومثلبة تنال من سمعة الإنسان البسيط العادي فكيف بالإنسان المسئول ؟ والظهور في الناس بأحوال الخفاء لا تليق بمسئول فلا يلبس ما لا يناسب ؛ ولا يفوه بما لا يناسب ؛ ولا يأتي من الأعمال ما لا يناسب ؛ ولقد عدت القهقهة من عظيم منقصة؛ وقيل لعظيم كان يؤدب عبده 😦 لاتفسد أدبك بأدبه). والمسئول صاحب شخصيتين: شخصية الإنسان؛ وشخصية المسئول؛ وهما شخصيتان بينهما علاقة جدلية فالمسئولية تعدل من الإنسانية وتقيدها بقيود؛ فما تبيحه الإنسانية تمنعه المسئولية. فقد يتألم المسئول كإنسان ولا تسمح له مسئوليته بالبكاء والشكوى لهذا كان أبو فراس الحمداني رحمه الله عصي الدمع مع وجود الشوق واللوعة. فقد يغضب المسئول كانسان ولكن لا تسمح له المسئولية بالقسوة ؛ وقد يرق المسئول كانسان ولا تسمح له المسئولية بالرقة واللين حيث لا تجوز الرقة واللين ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( والله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها ) قال هذا وهي قرة عينه. ويروى أن أميرا بلغه ركوب وزيره ظهر حمار في الأسواق فسأله عن ذلك ؛ فأجابه : من تواضع لله رفعه ؛ فقال الأمير كلمة حق أريد بها باطل فأنت عندما ركبت الحمار لم تركبه بصفتك فلانا بل بصفتك وزيرا ؛ فاركب الخيل المسومة التي تليق بمسئوليتك في إمارة محترمة ؛ وإلا فاترك المسئولية واركب ما شئت بعد ذلك. إن بعض المسئولين فينا يضعون أنفسهم موضع الشبهة حتى إذا ما تناولتهم الألسنة بالتجريح استاءوا لذلك؛ فالمسئول الذي يخرج على الناس بسيجارة في يده لا يستطيع أن يمنع الناس من التفكير فيما يصاحب السيجارة من أقداح خمر في العادة ؛ أو التفكير فيما يسود مجالس الشرب من فاحشة ورذيلة . ولو أنه نأى بنفسه عن المستقبح القليل لنزهه الناس عن المستقبح الكثير. ومن الآفة أن تكون بطانة المسئول سيئة من المتملقين الوصوليين الذين يزينون له القبيح المستقبح لعلمهم برغبته فيه حرصا على مصالحهم الشخصية ؛ ومن المؤسف أن يتبرم المسئول من النصح من بطانة الخير الدالة على الخير الناصحة لوجه الله تعالى ؛ فيزول خيره بموجب قول الرسول الأعظم : ( لا خير في قوم لا يقبلون النصيحة ولا خير في قوم لا يتناصحون ). وأكاد أقول ما قاله أحد الصالحين وما أحوجني إلى الصلاح 😦 لو علمت أن دعوتي مستجابة لادخرتها للمسئول لأن في صلاحه صلاح الناس ) وأنا أقول : ( لو علمت أن نصحي يجدي نفعا لادخرته للمسئول لنفس الغاية ) والمنتصح كيس لا يندم فهو يستشير ويشارك من استشاره عقله ؛ ومن فكر بعقل تؤازره العقول قلت عثراته وكثر توفيقه ؛وما التوفيق إلا من عند الله.

نحو استثمار افضل لفائض الوقت

نحو استثمار افضل لفائض الوقت 
…………



يسعى المسلم يومياً مع الملايين من إخوانه في مناكب الأرض إعماراً لها، وإعمالاً لمواهبه، إنتاجاً وإبداعاً، وبعضهم يضرب في طلب الرزق أجواء الفضاء، وآخرون يركبون متون البحار والأنهار يعملون وكلهم يشتهون غداً أفضل، ومستقبلاً أجمل لأمتهم وأوطانهم.
والأمة التي تجعل العمل من مقومات وجودها، وهدفاً أساساً لها في الحياة لن تحصد ـ بفضل الله ثم بعملها ـ إلا مجداً باهراً، وازدهاراً ساطعاً، وحُق لأمة تكون كذلك أن تكون لها سويعات ترفيه، وأوقات راحة تخلد فيها إلى الهدوء، أو تركن إلى صحبة تتعاطى معها نشاطاً ذهنياً أو رياضياً يتجدد من خلالها نشاطها، وتتنمى عبرها مواهب قد لا يتمكن العاملون من إشباعها أوقات الدوام.
هكذا تكون الحياة السوية سمواً عبر العطاء، ومثاقفة بناءة في ساعات الترويح والاسترخاء.
تعالوا أيها الأحبة نسائل أنفسنا: أين نحن من ذلك في حياتنا بشطريها: العامل، والمستريح؟
لا أنكر ابتداءاً أنه يوجد بيننا من حولوا ساعات العمل بفضل الله ثم بفضل ما طبعوا عليه من تربية؛ حولوها إلى زيادة في رصيد حسناتهم، وإلى نتاجات فكرية أو مادية استفاد منها البلاد والعباد.
كما يوجد من بيننا من حوّل ساعات الترفيه والاسترخاء إلى وجه آخر من وجوه الحضور للمسلم المنتمي إلى عصره ومجتمعه انتماء مشاركة، وتعاون على البر والتقوى، وتفكر وتدبر في كل دقيقة، وكيف تملأ بما يكفل عائداً مجزياً ومردوداً مريحاً؛ وذلك عندما يوفق في قضاء ساعات راحته مع فئة من الناس تتبسط بغير استهتار، وتتحادث بغير إسفاف، لا تخلع العذار في مزاحها، ولا تسقط الحياء في لهوها، تتهادى الكلمة الطيبة، وتتبادل الأفكار التي تفتح للأمل أبواباً، وتوصد من اليأس مثلها، يحضرهم سمر النبي صلى الله عليه وسلم عند أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ الذي كان سمراً في مصالح المسلمين، وقول عمر ـ رضي الله عنه ـ: “إنه لم يعد له من أرب في العيش لولا محادثة أهل الفضل والمروءة“.
إن مثل هذه النماذج المباركة جعلت من لقاءات الترفيه والسمر مدارس تبث الكلمة النافعة، وتضخ الخبرة الناضجة لجُلاّسها؛ لأنها:
– لم تفهم الترفيه تحرراً من المسؤولية، وتحللاً من الفضيلة مرددة مقولة جاهلية ومأثورة شيطانية: “ساعة لك وساعة لربك”، أو: “دع ما لقيصر لقيصر، وما لله لله“.
– لم تفهم الترفيه هروباً إلى رفقة سوءٍ رأت في الحياة عبءاً، والعمر هماً جاثماً على الصدر، فتفننت في التخلص منهما، والتحلل من مستلزماتهما.
– لم تفهم الترفيه هروباً إلى العكوف بين يدي متحدث عليم اللسان، فارغ الجنان، اختزل الحياة بساقط النكات والقهقهة العابثة التي رأت في سخف القول والعمل سقفاً للعيش، ومضماراً للهو والطيش.
– لم تفهم الترفيه هروباً من الأسرة وحقها في أوقات تأخذ من الأب تجربته، كما يلقي الأب السمع إلى أفكار ورؤى أبنائه وبناته، لا يتركهم تحتبس الكلمات في صدورهم، والأسئلة في عقولهم، يغيب عنهم وعن زوجته ليحل محله يأس طاغ، أو رفيق سوء باغ، أو جلوس إلى قنوات فضائية تتسمر أعينهم في صورها، يلتهمون سمها الزعاف وفكرها القاتل.
– لم تفهم الترفيه استقالة من معالي الأمور، وانتحاراً بطيئاً غير مباشر من تبعات الحياة، حتى صار هؤلاء القوم يقدمون الاستراحة على البيت، وروادها على الأسرة، والحياة الهاربة من كل التزام جاد على الحضور الذي تتحقق به ومعه أهداف الحياة، حتى إن بعضهم ليحسب أنما خلق عبثاً للعيش بلا دور سوى حضور باهت على هامش الحياة معطلاً فيه عقله، معلقاً رجولته بخيوط العجز واللامبالاة، مؤكداً حضوره بتثاؤب مكدود، عيناه باتتا موانئ للذباب، وروحه ملاعب لجيوش اليأس والإحباط.
– لم تفهم الترفيه سخرية لاذعة من الإصلاح والمصلحين، والجد والجادين، بل رأت في الترفيه والسمر فرصاً لرفعه إلى مستويات الجد من خلال دعاء لحاكم ومحكوم بالتوفيق والنجاح، أو من خلال جمع بعض المال تفك به أزمة مأزوم، أو بالتداول في طرائق النصح لمنحرف ضل الطريق، وهكذا كانت أوقات الترفيه استمراراً لأوقات الجد واستكمالاً لساعات العمل.
إذا كان الناس يتداعون لشهود صلاة الجنازة على ميت مات فما العمل إزاء شريحة كبيرة من أفراد الأمة باتوا أحياءاً أمواتاً، وأصبحوا حاضرين غائبين، همشوا أنفسهم، أو همشتهم ثقافة الإقصاء التي تجرعوها، توارثوها من أسر لا تمسك علماً، ولا تنبت قيماً.
شريحة تعيش في الحضيض، وإخوانهم من شياطين الجن والإنس يمدونهم بالغي ثم لا يقصرون، يوهمونهم أنهم يحسنون صنعاً، وأنهم في قلب الحياة، والحق أنهم لم يدخلوها إلا بشهواتهم، ولم يحضروا إلا في أطرافها النائية.
هل هؤلاء الذين ارتضوا من الغنيمة بالإياب، ومن الحياة بالفتات؟
هل هؤلاء ضحايا أم خاطئون؟ برءاء أم مسؤولون؟
هل هم نتاج الثقافة الزائفة؟
هل هم دلائل ساطعة على إخفاقنا، وإخفاق المؤسسات العامة والخاصة في استيعابهم؟
وهل حسبُنا أن نطرح السؤال فقط؟ أو أن نشخص الأوجاع فحسب؟
إن ذلك فهم، ولكن الأهم أن ننتفض انتفاضة نفسية وعقلية لمواجهة النزف والهدر في هذه الشرائح، وأطْرها على الحق من خلال كل الوسائل المتاحة والمباحة؛ لأن الأمة لن تقدر على نهضة جادة وفي خواصرها جروح نازفة يأساً، راعفة إحباطاً، هاذرة في الملمات، هائمة في وقت الحاجة الماسة إلى التركيز.

 

مهارة التفكير الناقد

مهارة التفكير الناقد

1.    إن نعمة العقل كغيرها من النعم تحتاج إلى صونها ورعايتها، وذلك لأن العقل له ملكات وقدرات لا بد من تنميتها وتدريبها، كي لا تكون أسيرة الاستخدام المحدود لها، مما يؤدي إلى تعطيلها وجمودها.
2.    إن التفكير من أرقى العمليات العقلية، وأكثرها تعقيداً، والإنسان يستخدمه في جميع مناشط حياته، بصورة طبيعية وتلقائية.
3.    إن ممارسة التفكير تختلف من شخص إلى آخر، بحسب نشاطه العقلي، ومهاراته التي اكتسبها أو تعلمها.
4.    إن للتفكير مهارات قابلة للتعلم، كأي مهارات أخرى يتعلمها الإنسان، ليوسّع مداركه، وليكون أكثر فاعلية في مواجهة مشكلاته، وأقدر على الإبداع.


أولاً: أنواع مهارات التفكير

يتم عادةً تصنيف مهارات التفكير إلى قسمين: 
1.    مهارات التفكير الأساسية: مثل التذكر، والملاحظة، والتصنيف، والمقارنة.. الخ.
2.    مهارات التفكير العليا: مثل حل المشكلات، اتخاذ القرار، التفكير الإبداعي، التفكير الناقد.
ونلاحظ أن مهارات التفكير الأساسية مثل حروف اللغة، ومهارات التفكير العليا مثل الكلمات، وبدون الحروف لا تنتج الكلمات.
وسوف نركز في هذا الفصل على مهارة التفكير الناقد.


ثانياً: تعريفات التفكير الناقد

1. التفكير الناقد يعني مبدئياً: التمهل في إعطاء الأحكام لحين التحقق من الأمر، وهو يستخدم للحكم على موثوقية، أو قيمة، أو دقة، أو مصداقية، أو منطقية فكرة أو أفكار معينة.
2. التفكير الناقد: عملية تفكيرية مركبة عقلانية أو منطقية، يتم فيها إخضاع (فكرة ) أو أكثر للتحقق والتقصي، وجمع وإقامة الأدلة والشواهد بموضوعية وتجرد على مدى صحتها، ومن ثم إصدار حكم بقبولها من عدمه، اعتماداً على معايير أو قيم معينة.
(الفكرة): قد تكون قضية، أو خبر، أو رواية، أو ادعاء، أو إجراء، أو حدث.
3. التفكير الناقد: نشاط عقلي متأمّل وهادف، يقوم على الحجج المنطقية، وغايته الوصول إلى أحكام صادقة، وفق معايير مقبولة، ويتألف من مجموعة مهارات يمكن استخدامها بصورة منفردة أو مجتمعة، وتصنف ضمن ثلاث فئات، التحليل والتركيب والتقويم.


ثالثاً: مكونات التفكير الناقد

يرتبط التفكير الناقد بالعديد من الأفعال، ومن أبرزها: التمهل، والتعقل، والتفتح العقلي، وطرح التساؤلات، والاستيضاح، والتحقق، والرجوع إلى المصادر، وتقويم المصادر، وجمع الأدلة والشواهد على صحة أمر ما، وتقويم الأدلة، وبناء المعايير للحكم، والتعليل، والاستنتاج، ومعرفة الافتراضات، والاستنباط، وتحليل الأفكار، والبحث عن الأسباب، والأمانة العلمية، واتباع الدليل، والأخذ بالاعتبار جميع الاحتمالات، والاستناد على التعقل أكثر من الانفعال، والأخذ بالاعتبار أيضاً وجهات نظر الآخرين وتفسيراتهم، والاهتمام بإيجاد الحقيقة، والتقويم، وإصدار الأحكام.


رابعاً: مثال على التفكير الناقد

من أبرز مهارات التفكير الناقد (الفرعية) مهارة التمييز بين الحقيقة والرأي.
يشير مفهوم (الحقيقة) إلى معلومات تقريرية، بالإمكان ملاحظاتها أو الاستيثاق منها أو التأكد من دقتها.
أما مفهوم (الرأي) فهو تعبير عن تقييم يعتمد على الحكم الشخصي، أو الانطباع أو الاعتقاد، وفي الوقت نفسه يمكن الوثوق به أو عدم الوثوق به.

أمثلة على (الحقائق) 1. مجموع زوايا المثلث يساوي 180 درجة.
2. الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية.
3. تقسم الكلمة إلى اسم وفعل وحرف.

أمثلة على (الآراء ) 1. تخصص الطب البيطري أفضل من تخصص الطب البشري.
2. شعر أحمد شوقي أجمل من شعر حافظ إبراهيم.
3. تعلم الرياضيات أصعب من تعلم اللغة الإنجليزية.
4. مهنة الطب هي أسمى المهن في العالم.


خامساً: خصائص المفكر الناقد

1. مستوعب وملم بالموضوع محل التفكير، وليس متطفلاً يتدخل في كل شيء.
2. لا يجادل في أمر عندما لا يعرف شيئاً عنه.
3. يعرف متى يحتاج إلى معلومات أكثر حول شيء ما.
4. يعرف الفرق بين نتيجة “ربما تكون صحيحة “، ونتيجة “لا بد أن تكون صحيحة “.
5. يعرف بأن لدى الناس انطباعات مختلفة حول فكرة ما.
6. يستطيع تجنب الأخطاء الشائعة في استدلاله للأمور.
7. يتساءل عن أي شيء يبدو غير معقول، أو غير مفهوم بالنسبة إليه.
8. يستطيع فصل التفكير العاطفي عن التفكير المنطقي.
9. يبحث عن الأسباب والعلل والبدائل.
10. يتعامل مع الموقف المعقّد بطريقة منطقية.
11. يستخدم مصادر علمية موثوق بها ويشير إليها.
12. يأخذ جميع جوانب الموقف بنفس القدر من الأهمية.
13. يبقى على صلة بالنقطة الأساسية أو جوهر الموضوع.
14. يتخذ موقفاً، أو يتخلى عن موقف، عند توافر أدلة وأسباب كافية لذلك.


سادساً: الفوائد التي يكتسبها الإنسان من التفكير الناقد

1. إن تفكيرك بشكل ناقد يجعلك أكثر صدقاً مع نفسك، ولن تخاف بأن تعترف بأنك كنت على خطأ، كما يجعلك تتعلم من أخطائك، وستكون أكثر استقلالية.
2. يساعدك التفكير الناقد أن تتخيل نفسك في مكان الآخرين، ومن ثم إمكانية أن تفهم وجهات نظرهم، وأن تطور قدراتك على الاستماع إليهم بعقلية منفتحة، حتى وإن كانت وجهات نظرهم مخالفة لك.
3. التفكير الناقد يحسّن قدراتك على استخدام عقلك بدل عواطفك، وتستطيع تحديد مشاعرك، وربطها منطقياً مع أفكارك، وسيساعدك ذلك على تطوير مستويات أفضل من التفكير.
4. يساعدك التفكير الناقد على صنع القرار الحكيم في الحياة اليومية.
5. يحسّن التفكير الناقد من قدرتك على البحث الجاد في كثير من الأمور.
6. ممارستك للتفكير الناقد تنمي قدرتك على المناقشة، والحوار، والقدرة على التواصل، والتفاوض مع الآخرين.


.سابعاً: التفكير الناقد.. والإعلام

إن مهارة التفكير الناقد هي أهم عناصر التعامل الواعي مع وسائل الإعلام، الذي يفرز ما هو ( سلبي ورديء )، وما هو ( إيجابي ونافع )، ( وما بينهما ).


 

سؤال للنقاش

حاول أن تضع نفسك في هذا الموقف وفكر كيف تتصرف، وهو عندما ينقل لك أحد زملائك أن زميلاً آخر قام بالإساءة إليك، وانتقص من قدرك في غيابك، في أحد المجالس أو إحدى المناسبات.
كيف تتعامل مع هذا الموقف من خلال مهارة التفكير الناقد ؟

معالجة الافكار

معالجة الافكار

PMI

الايجابيات, السلبيات, العناصر المثيرة

Plus,Minus,Interest

 

قال الله تعالى في كتابه الكريم

“وعسى ان تكرهوا شيئاً وهو خير لكم  وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم”

 

العرض التدريبي

 

http://www.maharty.info/images/ts/1.rar

 

الخريطة الذهنية

 

 

  الاهــــــــــــداف
1  تنمية القدرة على معالجة اي فكرة او موضوع او مشروع عن طريق :

تحديد العناصر الايجابية

تحديد العناصر السلبية

تحديد العناصر المثيرة للاهتمام

 

2   تنمية القدرة على التفكير الناقد في الموضوعات المختلفة

3 اكتساب المهارة في اكتشاف اخطاء التفكير وعناصر القوة فيه

 

 شــــــــــرح المـــــــــهارة

فحص جميع الجوانب الايجابية والسلبية والمثيرة في الموقف او الفكرة او الموضوع بدلاً من رفض الفكرة او قبولها بناء على شعورك تجاهها.

1     موجب : الاشياء الجيدة عن فكرة ما, لماذا تحبها؟

2     سالب : الاشياء السيئة عن فكرة ما, لماذا تكرهها؟

3      مثير : الاشياء التي تجذب الانتباه في الفكرة, ما الذي تجده ممتعا في الفكرة؟

بدلاً من القول بانك تحب فكرة ما او انك لا تحبها فباستطاعتك استخدام اداة معالجة الافكار, والذي من خلاله تستطيع التعرف على النقاط الموجبة (الجيدة) حول فكرة ما او موضوع ما, ثم باستطاعتك التعرف على النقاط السالبة (السيئة) ثم النقاط التي تعتبر غير موجبة وغير سالبة, الا انها مثيرة للاهتمام.

معالجة الأفكار تعني عدم رفض الفكرة أو الموضوع دون إجراء دراسة جادة لهما من جميع الجوانب.

معالجة الأفكار تعني الإبتعاد عن الذاتية في تناول الأفكار وعدم الحكم عليها بناء على موقف عاطفي منها.

 

مثــــــــــــــــــــال 1

 

الفكرة المقترحة :  يجب إخراج جميع المقاعد من الحافلات (الباصات)

النقاط الإيجابية: (PLUS)

1  يستطيع عدد أكبر من الأفراد إستخدام الحافلة.

2 يصبح الصعود إلى الحافلة والنزول منها أكثر سهولة.

3  تصبح الحافلة أقل ثمناً ولا تحتاج إلى الكثير من الصيانة.

4  تخفف من أزمة المواصلات في البلد أو المدنية.

النقاط السلبية: (MINUS)

·  يمكن أن يسقط المسافرون عند توقف الحافلة أو اندفاعها بقوة.

· يتعذر على كبار السن والمعاقين إستخدام الحافلة.

·  يصبح حمل الأطفال والحقائب والأغراض في الحافلة أكثر صعوبة.

·  تزداد التحرشات بين الجنسين.

·  تمنع الإستمتاع بالقراءة من بعض الركاب الذين لديهم هذه العادة.

· كثرة التدافع والفوضى عند ركوب الأفراد أو النزول من الحافلة.

النقاط المثيرة (Interest):

1   يمكن أن يكون لدينا نوعان من الحافلات،  احداهما بمقاعد، والأخرى بدون مقاعد.

2  يمكن أن تقوم الحافلة بأعمال وخدمات متعددة.

3  الراحة داخل الحافلة غير مهمة.

مثــــــــــال 2

تعميم فكرة التقويم المستمر على جميع المراحل الدراسية وليس فقط على الصفوف الأولية

نقاط موجبة

•         التغلب على مشكلة الرهبة من الاختبارات.

•          التقويم المستمر أكثر مصداقية من اختبارات نهاية العام .

•         يوضح للطلاب المهارات المطلوبة منهم بوضوح .

نقاط سلبية

•          يحتاج الى مجهود أكثر من المعلم .

•          من الصعب تطبيقة على أعداد كبيرة من الطلاب .

•         غير مجدي مع بعض المواد .

نقاط مثيرة

•        انها لا تضيع حق الطالب الذي يحصل له ظروف اخر العام فيدخل الامتحان بنفسية سيئة فيرسب

 

المبـــــــــــــــادىء

 

1- يعتبر درس معالجة الأفكار هام ، لأنك بدون استخدامه قد تهمل فكرة جيدة ، قد تبدو ليست ذات قيمة من النظرة الأولى

2- بدون استخدامك لأداة معالجة الأفكار (PMI)  فإنك تكون غير مبال لرؤية الجوانب السلبية للفكرة التى تحبها كثيراً

3- لا يقتصر عمل أداة معالجة الأفكار (PMI) على إظهار الأفكار على أنها إيجابية أو سلبية ، ولكن يمكن أن تكون جديرة بالاهتمام إذا قادتنا الى أفكار أخرى.

4- بدون استخدامك لأداة معالجة الأفكار (PMI) فإن معظم الأحكام التى تصدرها لا تكون مبنية على قيمة الفكرة ذاتها ، ولكن على عواطفك وأحاسيسك في ذلك الوقت .

5- باستخدامك طريقة معالجة الأفكار (PMI) تستطيع التقرير فيما إذا كنت تحب أو لا تحب الفكرة بعد اكتشافها.

 

تدريبات المهارة الاولى

 

1-    يجب على كل مدرب في مهارتي ان يقدم دورة على الاقل كل 6 اشهر على الاقل

2-     يجب على كل عضو في مهارتي ان يخضع لدورة في المنتدى مرة كل 6 اشهر على الاقل

3-   يجب على اولياء الامور ان يعلموا ابناءهم القراءة السريعة

4-   يجب ان يكون لكل عائلة منتداها الخاص بها

5-  يجب أن يدفع التلاميذ قيمة الكتب الدراسية .

6-   يجب أن يدخل جميع خريجي الثانوية العامة الجامعات .

7-  يجب أن توقف القسائم المرورية عن المخالفين .

8-   يجب أن يشارك جميع رجال الأعمال في بناء مدارس نموذجية
 

مهارة حل المشكلات

تَعوقُ المشكلاتُ قدراتِ الشخص الطبيعيَّة، وتَحُول بيْنه وبيْن تحقيق النتائج المرجوة؛ ولذا فإنَّ كل أحد يرغب في حلِّ المشكلات وتجاوزها، ولكنَّ الأشخاص الذين ينجحون في تجاوز مشكلاتهم بصورة فائِقة قِلَّة؛ نظرَّا لتعقُّد الكثير من المشكلات، وعدم سلوك الشخص الخُطواتِ المناسبةَ لحلِّها.

 

وبيْن يديك خُطوات منهجيَّة لحلِّ المشكلات وتجاوزها، وإليك بيانَها:

الخطوة الأولى: اكتشاف المشكلة والشُّعور بها، إذ إنَّ كثيرًا من المشاكل تكون في مرحلة كُمون، فلا تظهر إلاَّ بعد مدَّة زمنية طويلة.

 

الخطوة الثانية: تحديد المشكلة (ما الخطأ الحقيقي؟)، ويتمُّ ذلك عن طريق معرفتك بطريقة موضوعيَّة بالفَجْوة الحاصلة بيْن الواقع، وبيْن الصورة التي يُفترض أن يكون الواقِعُ عليها.

 

وقد يحتاج المرءُ إلى تعريف المشكلة مِرارًا كلَّما زادتْ معلوماته عنها، كما أنَّ التعريف لها لا بدَّ أن يكون واضحًا محددًا؛ لأنَّ ذلك يشكل أساسًا لتحليلها، وإيجاد الحلول المناسبة لها، وأفضل طريقة لذلك كتابتُها بكلمات قصيرة، ويعتمد نجاحُ كل خطوة تالية على هذه الخطوة؛ إذ صواب التحديد يُجنِّب البدايات الخطأ، ويحول دون العوْدة إلى نقطة البداية.

 

الخطوة الثالثة: تحليل المشكلة واكتشاف أبعادها، من خلال التعرُّف على أسبابها الحقيقيَّة، وعدم الاكتفاء بمعالجة آثارها الظاهريَّة، ولا بدَّ لِمَن يُحلِّل من الحذر مِن افتراض معرفته المسبقة بأسباب المشكلة الحقيقيَّة قبل التفكير بعُمق فيها، إذ مِن أعظم مآزِقِ تلافي المشكلات: القفز إلى حلِّها قبل تحليلها فعلاً.

 

الخطوة الرابعة: البَحْث عن كافَّة السبل الممكِنة لحلِّ المشكلة، من خلال توليد الأفكار، وابتكار الحلول، واقتراح البدائل عبرَ ما يُعرف بالعَصْف الذِّهني، ومن المهم ألاَّ يتمَّ التوقُّف بسرعة في هذه العملية، حتى يتمَّ وضْع قائمة تتضمن جميع الحلول الممكنة، حتى وإن كانت غريبة.

 

الخطوة الخامسة: تقييم الحلول المحتملة، من خلال معايير مكتوبة يتمُّ اختيارها بعناية، بحيث يتمُّ من خلالها التعرُّف على إيجابيات وسلبيات كلِّ وسيلة مقترَحَة لتجاوزِ المشكلة، إذ ذلك سيُحسن من جودة الحلول المختارة، وسيسهل عملية التوصُّل إليه.

 

الخطوة السادسة: دَعِ الحلول تختمر، وتنضج بهدوء فترةً معقولة، فذلك يمنعك من اختيار حلٍّ متسرِّع، ويجعلك تفحص المشكلةَ وحلولها المقترحة من مختلف الزوايا.

 

ويقترح قبلَ الوصول للحلِّ النهائي القيام بوَضْع قائمة قصيرة تتضمَّن أفضلَ الحلول الممكنة، على ألاَّ يتجاوز عددها أربعةً أو خمسة.

 

الخطوة السابعة: اخترِ الحلَّ الأنسب للمشكِلة.

 

الخطوة الثامنة: ضعْ خطَّة زمنيَّة، بشرية مالية؛ لتنفيذ الحلِّ المناسب، وهيِّئ الأجواءَ لنجاحها، ثم ابدأ العمل.

 

الخطوة التاسعة: قيِّم النتائج، وقُمْ بالمتابعة؛ لتتأكدَ من حصول تقدُّم، ومن أنَّ الحل يعمل بكفاية وفاعلية في الاتجاه المطلوب.

 

الخطوة العاشرة: عُدْ من حيث بدأتَ إذا وجدتَ أنَّ الحل يسيرُ في اتجاه سلبي، أو لا يقوم بتحقيق النتائج التي ترجوها.

مهارة اتخاذ القرار في الحياة العامة

 

مهارة اتخاذ القرار في الحياة العامة

 

 

عدنان أحمد الفسفوس

 

مقدمة:

على الرغم من أنه يمكن اكتساب الكثير من المهارات عن طريق التعلم إلا أنه ليس من السهل تعلم القدرة على اتخاذ القرارات الصائبة، وأن الإنسان ملزم بالاجتهاد من الناحية الشرعية والتحرك واتخاذ القرار ولو ترتب على ذلك بعض الأخطاء، فعدم اتخاذ القرار هو أسوأ الأخطاء كلها.

ان المرء مكلف بالاجتهاد بكل ما يمتلك للتوصل إلى القرار السليم، وإذا لم يكن بين البدائل المطروحة حل مناسب قاطع فالواجب اختيار أقلها ضرراً وإذا ما تبين بعد ذلك خطا في القرار كان الأجر مرة واحدة وفي حال الصواب كان للمجتهد أجران.

ان اتخاذ القرار هو عملية متحركة وعلى المرء أن يراقب ويتابع نتائج قراراته ليعدلها عند الحاجة وبالكيفية المطلوبة.

كما أن عملية اتخاذ القرار تنبثق من جمع المعلومات وتحليلها ومعالجتها بطريقة علمية،الأمر الذي يؤدي إلى تحديد البدائل الممكنة للحل ،كما ان اتخاذ أحد البدائل يتطلب غالبا أخذ الحس البشري في الحسابات عند تفحص أفضلية ما يترتب على بديل ما من نتائج ،فاتخاذ القرار الناجح يعتمد على التقدير السليم كما يعتمد على المعلومات الموثوقة.

مفهوم اتخاذ القرار:

القرار لغة:

مشتق من القر واصل معناه على ما نريد هو “التمكن ” فيقال قرّ في المكان، أي قربه وتمكن فيه.

القرار اصطلاحا:

– هو عبارة عن اختيار من بين بدائل معينة وقد يكون الاختيار دائما بين الخطأ والصواب أو بين الأبيض والأسود، وإذا لزم الترجيح وتغليب الاصوب والأفضل أو الأقل ضرراً.

-هو التعرف على البدائل المتاحة لاختيار الأنسب بعد التأمل بحس متطلبات الموقف وفي حدود الوقت المتاح.

معنى ذلك………

أننا عندما تعرض لنا مشكلة أو نعزم على أمر فان هناك عدة خيارات تظهر لنا فنحل المشكلة أو نتغاضى عنها أو نحلها بمواجهتها مواجهة عنيفة، أم نتخذ طريق التدرج ونحلها بشكل جزئي أم نستعين بغيرنا في هذا الحل هذه خيارات متنوعة؟

فالقرار أن تعرف هذه الخيارات والبدائل، ثم تصل إلى الخيار الامثل، وذلك من خلال التأمل وحب الظروف المحيطة وحسب متطلبات الموقف، وفي حدود الزمن المتاح، لان الزمن أيضا أحيانا يكون له أثر حاسم في اتخاذ القرار، فالذي يريد – مثلا – ان يتخذ قرارا في ان يدرس في جامعة كذا وجامعة كذا لا بد ان يتخذ القرار قبل انتهاء مدة القبول والتسجيل، فإذا اتخذ قراره بعد ذلك أصبح قراره بعد فوات الأوان كما يقال.

إذاً فالقرار الذي نتحدث عنه هو كيف تختار الامثل والأفضل ليكون له الأثر النافع والمفيد في المدى القريب والمدى البعيد بإذن الله تعالى.

خطوات اتخاذ القرار:

هناك طريقة وضعها علماء النفس والاجتماع مكونة من خمسة مراحل توضح كيفية اتخاذ القرار بشكل مستقل وهي:

المرحلة الأولى: تحديد الهدف بوضوح، لأنه بذلك يوجه خطواتنا نحو اتخاذ القرار.

المرحلة الثانية:التفكير بأكبر عدد ممكن من الإمكانيات، فمنها يستخلص وينبثق القرار.

المرحلة الثالثة:فحص الحقائق مهم جدا، فعدم توفر المعلومات قد يقودنا إلى قرار غير صحيح.

المرحلة الرابعة:التفكير في الايجابيات والسلبيات للقرار الذي تم اتخاذه، فيجب فحص كل إمكانية وما يمكن ان ينتج عنها وقياس مدى كونها مناسبة أو غير مناسبة.

المرحلة الخامسة:مراجعة جميع المراحل مرة أخرى، والانتباه فيما إذا أضيفت معطيات جديدة أو حدث تغيير، ثم نقرر بعدئذ، وإذا لم يكن القرار مناسبا يمكن عمل فحص جديد.

أنواع القرارات:

لان هذا الموضوع في غالب الأحوال يتحدثون عنه في القرارات الإدارية في المؤسسات التجارية والمنشآت الصناعية، ونحن نتحدث هنا عن القرارات الشخصية في الحياة العامة على وجه الإطلاق.

1. القرارات الفردية:

هناك قرارات فردية وأخرى جماعية ،قرار فردي يخصك وحدك ،كما قلنا طالب يريد ان يحدد جامعة أو رجل يريد ان مختار للزواج امرأة ،فهذا أمر محدود ،لكن إذا كان القرار يخص جمعا من الناس أو يخص الأمة برمتها ،كقرار الرئيس في مصلحة الأمة أو كحكم يتخذه القاضي بشأن متنازعين مختلفين ،ان مثل هذا القرار يكون أكثر حساسية وأكثر أهمية ،ولا بد له من مزيد من أخذ الأسباب الموصلة للقرارات،لان الأول قرار يخصك وحدك ،فان وقع فيه خطأ فأنت الذي تتحمله وان كان به ضرر فدائرته مخصوصة به وحدك، أما ان يكون القرار الذي تتخذه يتضرر منه ألاف أو عامة الناس ،أو أن تتخذ الحكم فيتضرر به أو النظام فيتضرر به كثير من الناس فهذا أمر يحتاج إلى مزيد من التروي .

2. القرارات المصيرية:

أيضا من جهة أخرى هناك قرارات عادية وأخرى مصيرية… قرار عادي تريد ان تهدي لأخ لك هدية، وهل يا ترى أهديه من قميص أم أهديه كتاب من الكتب ؟قضية عادية متكررة ليست خطيرة ولا كبيرة، لكن هناك قرار ربما يكون بالنسبة للفرد وأحيانا على مستوى الأمة مصيريا، هل تريد ان تدرس أو تعمل ؟ ريما يكون قرارا مصيريا بالنسبة لك هل تريد ان تبقى في هذه البلاد أو ترحل إلى بلاد أخرى ؟أمور لها أثار أكبر لذلك لا ينبغي أحيانا ان يزيد الإنسان من التفكير والبذل للجهد في قرار عادي يتكرر فيجمع جمعا من الناس ويستشيرهم… هل يختار هذا أو ذاك أيضا العكس فيأتي في قرار مصيري فيتخذه ويقرره وهو في جلسة لشرب الشاي دون ان ينتبه للخطورة التي تترتب على ذلك.

  1.  القرارات الدورية:

وهناك أيضا قرارات دورية وأخرى طارئة، ما معنى قرارات دورية ؟أي تتكرر دائما، على سبيل المثال بالنسبة للطالب الاختبارات أمر يتكرر دائما، فيحتاج ان يقرر هل يبدأ بدراسة الكتاب أو بدراسة المذكرة أو يبدأ بدراسة المادة الأولى أو الثانية ؟ فالأمور الدورية مثلا الشركات أو المؤسسات توظيف موظفين لديها وأحيانا تفصل آخرين هذه الأمور الدورية المتكررة القرار فيها هو اتخاذ النظام الامثل، بحيث لا تحتاج في كل مرة إلى ان نعيد القرار ندرس القضية مرة واحدة نضع شروط لتعيين الموظفين نضع نماذج نحتاج إليها وينتهي الأمر أما في كل مرة نعاود التفكير، كلا ! قرار دوري يأخذ دائما أما الشيء الطاريء الذي يحتاج إلى بعض ذلك الأمر إذاً فهمنا هذه الصورة العامة في القرارات وبأسلوب مبسط ويلامس واقع حياتنا .

حيثيات اتخاذ القرار:

أولا: اتخاذ القرار لا يكتسب بالتعليم وإنما أكثر بالممارسة والتجربة:

لن تكون صاحب قرارات صائبة بمجرد أن تقرأ كتابا، أو بمجرد ان تستمع لمحاضرة، ولكنها التجربة تنضجك شيئا فشيئا، ولكنها الخبرة تكتسب مع الأيام … ويمتلكها الإنسان بالممارسة بشكل تدريجي ومن هنا يتميز كبار السن وأصحاب التجربة بالحنكة وصواب الرأي ودقة الاختيار أكثر من غيرهم، فالشاب الناشيء كثير ما لا توجد لديه الأسباب والملكات لاتخاذ القرار الصحيح، هنا يحتاج إلى المشورة أو المعونة أو النصيحة.

ثانيا:اتخاذ القرار أفضل من عدم اتخاذه وان كان في القرار أخطاء خاصة في الأمور التي لا بد منها من اتخاذ قرار، لان عدم اتخاذ القرار يصيب الإنسان بالعجز والشلل في مواجهة الأحداث وحل المشكلات.

بعض الناس دائما لا يبت في الأمور ولا يتخذ قرار بل يبقيها معلقة فتجده حينئذ شخص غير منجز، ولا متخذ قرار، دائما يدور في حلقة مفرغة، يمرّ الوقت دون أن ينجز شيئا، لأنه لم يختر بعد، هل يدخل في كلية الطب أم يدرس في كلية الهندسة ؟يمر العام والعامين وهو على غير استقرار فلا ينجز، والذي يتردد كثيرا فيدرس فصلا في الطب والثاني يختاره في الهندسة ثم يقول ليس ذلك اختيارا صائبا فيمضي للعلوم،ثم يرى أنها لا تناسبه فتمر السنوات يتخرج الطلاب وهو – كما يقولون – يتخرج بأقدمية يكون معها قد استحق ان يأخذ عدة شهادات بدل شهادة واحدة.

أيضا تضيع الفرص وتمرّ، فان لم تتخذ القرار وتغتنم الفرصة لان الفرص لا تتكرر، وهذه مسألة أيضا مهمة، البديل لاتخاذ القرار هو لا شيء واتخاذ القرار يكسبك جرأة ويعطيك الشجاعة، وأيضا يتيح لك الفرصة للتقويم بعد الخطأ فلا تكن أبدا مترددا في اتخاذ القرارات، اعزم واعقلها وتوكل، وامضي فان أخطأت فان الخطأ تجربة جديدة وعلما جديدا يفيدك في مستقبل الأيام .

ثالثا:ليس اتخاذ القرار مبنيا على العلم الشرعي فحسب:

بل لكثير من الأحوال يبنى على معارف الحياة العامة وعلى طبيعة الظروف ومعرفة الأحوال وحاجات الناس ومصالحهم وهذه كلها تمثل أسسا لا بد من معرفتها عند اتخاذ القرارات.

رابعا:اتخاذ القرار يحتاج إلى عقلية متفتحة مرنة:

بعيدا عن الجمود وأحادية الرأي، فان الذي لا يفكر إلا من طريق واحد ولا ينظر إلا من منظار واحد تغلق عليه أمور وتوصد في وجهه الأبواب ويظن ألا حل ويستسلم لليأس مع أنه لو نظر عن يمينه أو عن يساره أو خلفه أو أمامه لرأى أبوابا كثيرة مشرعة وطرق كثيرة ممهدة، إنما أعماه عنها أنه لم يتح لعقله ان يسرح في الآفاق وان يولد الأفكار حتى تكون هناك مخارج عدة بإذن الله.

خامسا:ليس اتخاذ القرار هو نهاية المطاف بل في الحقيقة هو بدايته:

لان بعد اتخاذ القرار يحتاج إلى التنفيذ والتنفيذ يحتاج إلى المتابعة والتقويم والتقويم ربما يدخل كثير من التعديلات على تلك القرارات، فليس المهم هو اتخاذ القرار وإنما أهم من ذلك ما بعد اتخاذ القرار.

محاذير اتخاذ القرار:

1. لا للمجاملات في اتخاذ القرار:

إذا أتاك من يستشيرك على سبيل المثال وترى أنه لا يصلح لهذا لكنك تجامله وتقول له:توكل على بركة الله تكون غششته ولم تنصح له وتكون قد هيأت له سببا أو أمرا يتضرر به وتقع به عليه مشكلة دون أن يكون لذلك فائدة، دعه يعرف الحق أو حتى كن صريحا مع نفسك شلا تجامله يأتيك اللوم عندما تقول لا في البداية لكنه يأتيك مضاعف عندما تقول لا في النهاية وهذا أحيانا يحصل في جوانب كثيرة فبعض الناس يتأثر بمن حوله فيقول:ماذا سيقول الناس عني الآن ؟ينتظرون مني قرار حاسما ! أو يريد مثلا جاءه رجلا مناسبا لابنته وصالحا تقي ماذا يقول ؟ قل:أريد أن أوافق لكن البنت أختها قد تزوجت كذا، والوسط الاجتماعي يقول كذا وكذا، فيترك الرأي السديد والقرار الصائب مجاملة للآخرين دونما وجود ضرر حقيقي أو مخالفة حقيقية.

2. لا للعواطف:

لان العواطف عواصف، وهذا نراه كثيرا بين الآباء والأبناء، كم تغلب العاطفة على الآباء والأمهات فيتخذون لأبنائهم قرارات أو يساعدونهم على مسارات في عين الضرر عليهم، وأيضا كم تكون العاطفة سببا في اتخاذ موقف لا يتفق مع المبدأ أو يخالف العهد والميثاق أو يخالف ما ينبغي ان يكون عليه الإنسان.

العاطفة مؤثرة لا شك في ذلك لها أثر حتى في القرارات، لكن إذا غلبت العاطفة أصبح الرجل – كما يقولون – عاطفيا يأتي المجرم المذنب الذي ثبت جرمه فيبكي عند القاضي، فهل يقول لها القاضي ما دمت تبكي اذهب فأنت من الطلقاء؟ضاعت الأمور واختلت الأحوال واطربت الحياة من كل جوانبها بمثل هذا ويأتي الابن وقد أخطأ ويستحق العقوبة ويستحق على الأقل نوع من الحزم والجد فإذا به يجد أباه يطبطب على ظهره ويبتسم له ويكافئه عند الخطأ، فيكون ذلك من أعظم الأسباب والأضرار.

3. لا للتردد والتراجع:

كثيرا ما يتردد الناس ولا يعزمون أمرا ولا يتخذون قراراً، ولا ينشئون عملاً ولا يبدون ممارسة، فتضيع الأوقات دونما شيء، وأيضا التراجع يبدأ ثم يرجع ويأخذ ثانية ثم يتقاعس هذا أيضا مبدد للجهد ومضيع للوقت ومؤثر في النفس.

4. لا للإذاعة والنشر ( استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان ):

بعض الناس إذا أراد أن يفعل أمراً أو يتخذ قراراً أذاعه في كل الصحف والإذاعات، هو يريد ان يتزوج امرأة وإذا به يشرق بحديثه ويغرب فتأتيه أمور لا يدركها أو لم يكن يحسب لها حساب، لذا استعن على قضاء حاجتك بالكتمان، فان ذلك أوفق وأوصل إلى الغاية وان كثرة الكلام وإشاعة الأخبار لا يحصل منها في غالب الأحوال فائدة.

5. لا للعجلة:

فان العجلة كثيرا ما يصاحبها الندامة، وأيضا البطء الشديد غير مطلوب، لكن العجلة كثيرا ما نرى أحوال الناس مع طبيعة الحياة اليوم يقولون نحن في زمن السرعة أو في عصر البرق والاتصالات السريعة، نعم نحتاج إلى رفع الكفاءة في اتخاذ قراراتنا لكن العجلة المفرطة التي لا تعطي للزمن قدره كثيرا ما تأتي بعواقب وخيمة وبأمور لا تحمد عقباها في غالب الأحوال.

العوامل المؤثرة في اتخاذ القرار:

1. القيم والمعتقدات:

للقيم والمعتقدات تأثير كبير في اتخاذ القرار ودون ذلك يتعارض مع حقائق وطبيعة النفس البشرية وتفاعلها في الحياة.

2. المؤثرات الشخصية:

لكل فرد شخصيته التي ترتبط بالأفكار والمعتقدات التي يحملها والتي تؤثر على القرار الذي سيتخذه، وبالتالي يكون القرار متطابقا مع تلك الأفكار والتوجهات الشخصية للفرد.

3. الميول والطموحات:

لطموحات الفرد وميوله دور مهم في اتخاذ القرار لذلك يتخذ الفرد القرار النابع من ميوله وطموحاته دون النظر إلى النتائج المادية أو الحسابات الموضوعية المترتبة على ذلك.

4. العوامل النفسية:

تؤثر العوامل النفسية على اتخاذ القرار وصوابيته، فإزالة التوتر النفسي والاضطراب والحيرة والتردد لها تأثير كبير في إنجاز العمل وتحقيق الأهداف والطموحات والآمال التي يسعى إليها الفرد.

………………………………..